
استضافت الإعلامية منال السعيد، في حوار لبرنامج “الفرصة، المذاع على شاشة قناة المحور، خالد فتح الله، رئيس جملة ماركت، لمناقشة العديد من القضايا المحورية التي تخص قطاع التجارة في مصر، بداية من الدور التاريخي لمدينة الإسكندرية في التجارة وصولاً إلى تحديات الرقابة واشتراطات سلامة الغذاء، مروراً بتحليل أسباب تعثر بعض السلاسل التجارية الأجنبية والحكومية، واستعراض أزمة “بلبن” الأخيرة وتأثيرها.
استهل فتح الله حديثه بالتأكيد على الدور الريادي والتاريخي لمدينة الإسكندرية في التجارة المصرية، مشيراً إلى أنها “أساس التجارة” لارتباطها المباشر بالميناء الرئيسي لمصر تاريخياً، ما جعلها مركزاً رئيسياً لتجمع وتوزيع البضائع وكبار التجار. ورغم تطور وسائل الاتصال والمواصلات وظهور مراكز تجارية في محافظات أخرى، أكد فتح الله أن الارتباط التجاري بالإسكندرية ما زال قائماً، مستشهداً بذكريات شخصية لتوافد تجار مصر على المدينة لشراء البضائع.
وبالانتقال إلى ملف الرقابة واشتراطات هيئة سلامة الغذاء، أشاد فتح الله بجهود الهيئة، لكنه أقر بصعوبة السيطرة الكاملة والفورية على قطاع التجارة الضخم والمنتشر في مصر، والذي يشمل أعداداً كبيرة من الباعة المتجولين والأسواق غير الرسمية. وأوضح أن تطبيق الاشتراطات يتم بشكل تدريجي لتجنب إحداث اضطراب في السوق، مؤكداً أن المنشآت التجارية المنتظمة تسعى جاهدة وتتعاون مع الهيئة لتطبيق الاشتراطات الجديدة بل وتقديم مقترحات للتطوير لضمان أعلى معايير الجودة والسلامة.
وفي معرض تحليله لأسباب عدم نجاح بعض السلاسل التجارية الكبرى، سواء القادمة من الخارج أو التابعة لجهات حكومية في مصر، أرجع الأستاذ خالد فتح الله ذلك إلى عدم قدرة السلاسل الأجنبية على التكيف مع خصوصية المستهلك المصري والبضائع والقوانين المحلية، ومحاولتها فرض أنظمتها كما هي. أما السلاسل الحكومية، فعزا عدم إقبال المستهلكين عليها بنفس القدر إلى غياب “إحساس التاجر” والشغف بالعمل التجاري لدى القائمين عليها، الذين يديرون العمل بعقلية الموظف لا التاجر.
وفيما يتعلق بأزمة محلات “بلبن” الأخيرة، وصفها الأستاذ خالد فتح الله بأنها “قصة نجاح جميلة” وسريعة تستحق الدراسة، مؤكداً أن المشكلة التي واجهتها كانت إدارية بحتة وتتعلق بتراخيص الفروع التي انتشرت بسرعة كبيرة. ولفت إلى أن الأزمة لم تضر بالشركة وحدها، بل امتد ضررها ليشمل مئات الموردين المتعاملين معها. وأشاد بالتدخل السريع والحكيم لرئاسة الجمهورية لحل المشكلة، معتبراً إياه خطوة ضرورية لحماية سمعة البراندات المصرية التي بدأت تنتشر خارجياً، وللتأكيد على دعم قصص النجاح المصرية مع ضرورة تصحيح الأخطاء الإدارية دون الإضرار بالاستثمارات أو صحة المواطنين.
ووجه رئيس جملة ماركت رسائله إلى الجهات المعنية في الدولة بضرورة تسهيل إجراءات وتراخيص التجارة، وتقليل عدد الجهات المتداخلة، وتطبيق الاشتراطات من خلال شباك واحد مع جعل هذه الاشتراطات معقولة وتراعي الواقع العمراني المصري الذي تتداخل فيه المناطق التجارية والسكنية.
كما وجه رسالة للتجار والصناع المصريين دعاهم فيها إلى “العمل أكثر” وبذل الجهد وتطوير الذات وعدم الخوف، مؤكداً أن مصر سوق كبير وأن الشعب المصري يقدر الجهد المبذول.
أما رسالته للمستهلك المصري، فتركزت على أهمية الثقة في المنتج المصري والتاجر المصري، ونبذ الصورة النمطية السلبية عن التاجر، وتشجيع ودعم البراندات والعلامات التجارية المصرية التي تقدم منتجات وخدمات ذات جودة عالية.
وفي ختام حديثه، أكد خالد فتح الله أن تركيز جملة ماركت الحالي ينصب على التوسع داخل مصر، حيث تطمح الشركة للوصول إلى 1000 فرع على مستوى الجمهورية، مفضلاً الاستثمار المحلي على التوسع الخارجي في المرحلة الراهنة رغم العروض المتاحة. كما أوضح أن الشركة لا تركز على التجارة الإلكترونية حالياً لأنها تؤمن بأهمية “متعة التسوق” وتجربة الشراء المباشر في الفروع للعملاء.
يذكر أن جملة ماركت هي إحدى السلاسل التجارية الكبرى الرائدة في قطاع التجزئة في السوق المصري، ولها تاريخ طويل في خدمة المستهلكين.